اسرار الرزق

والتمشيط من قيام يورث الفقر
وعن الحسن بن الفضل الطبرسي في مكارم الأخلاق): عن النبي (صلى الله عليه واله وسلم ) : قال : من امتشط قائما ركبه الدَيَن. وعن أبي الحسن موسى (عليه السلام) قال : لا تمتشط من قيام فإنه يورث الضعف في القلب ، وامتشط وأنت جالس فإنه يقوي القلب ويمخخ الجلد . وقال أبو عبد الله (عليه السلام) : يا عبيد إن السرف يورث الفقر , وإن القصد يورث الغنى . وسـؤل أبي الحسن موسى (عليه السلام) لآي علة يستحب للإنسـان إذا سـمع الآذان يقول كما يقــول المؤذن وإن كان على البول الغائط, فقال لان ذلك يزيد الرزق.
الفقر من خمسة وعشرين
عن النبي (صلى الله عليه واله وسلم ) : قال : الفقر من خمسة وعشرين شيئا ، وذكر منها : التقدم على المشايخ ، ودعوة الوالدين باسمهما ، والتخليل بكل خشب ، وتغسيل اليدين بالطين ، وترك القصارة.- والقصارة: حرفة القصار ، وهو المحور للثياب ومبيضها من كتاب المكاسب - الشيخ الأنصاري ج 2 ص 297-
وخياطة الثوب على النفس ، ومسح الوجه بالذيل ، والأكل قائما ، ودعاء السوء على الوالدين ، وقص الأظفار بالأسنان.
وذكر المحقق الطوسي في آداب المتعلمين فيما يورث الفقر : كثرة النوم ، ثم النوم عريانا ، والمشي قدام المشايخ ، والجلوس على العتبة والعقبة ، والاتكاء على أحد زوجي الباب ، والكتابة بالقلم المعقود ، والامتشاط بالمشط المكسور ، وترك الدعاء للوالدين ، والتعمم قاعدا ، والتسرول قائما ، والبخل والتقتير والإسراف والكسل والتواني والتهاون في الأمور.
التوضؤ في الخلاء يورث الفقر
سؤل السيد الخوئي (قدس سره): لقد سمعنا عن كراهة الوضوء في بيت الخلاء وأنه يورث الفقر ، والحال أن بيوت الخلاء في هذا الزمان مشتركة مع الحمام والمغسلة والمرحاض ، أما سابقا فكانت منفصلة ، فهل تبقى الكراهة ؟ السيد الخوئي: الذي يكره عندنا هو التوضؤ في محل استنجي فيه ، أما التوضؤ في المغسلة المفروضة فلا يكره . وروي عن النبي (صلى الله عليه واله وسلم ) إن الأكل على الخلاء يورث الفقر .
الزنا واللواطة يقطع الرزق ويورث الفقر
اعلم أن الله تعالى حرم الزنا لما فيه من بطلان الأنساب التي هي من أصول هذا العالم وتعطيل الماء. وروي : أن الدفق في الرحم إثم ، والعزل أهون . وروي : أن يعقوب النبي (عليه السلام) قال لابنه يوسف (عليه السلام) : يا بني ، لا تزن ، فإن الطير لو زنى لتناثر ريشه . وروي : أن الزنا يسود الوجه، ويورث الفقر ، ويبتر العمر ، ويقطع الرزق ، و يذهب بالبهاء ، ويقرب السخط ، وصاحبه مخذول مشؤوم.
وقال النبي (صلى الله عليه واله وسلم ) : لا تمنعوا الخمير خبز فإن منعهما يورث الفقر.
الغناء يورث الفقر
الروايات الدالة على حرمة الغناء ، وحرمة تعليمه وتعلمه وحرمة التكسب به واستماعه , وأنه ينبت النفاق في القلب , كما ينبت الماء الخضرة، وأنه يورث الفقر والقساوة ، وينزع الحياء ، وأنه رقية الزناء ، ويرفع البركة ، وينزل البلاء, كما نزل البلاء على المغنين من بني إسرائيل ، وأنه مما وعد الله عليه النار وبئس المصير ، وأنه غش النفاق ، وأن الغناء مجلس لا ينظر الله إلى أهله ، وأن استماع الغناء نفاق وتعلمه كفر . وأن صاحب الغناء يحشر من قبره أعمى وأخرس وأبكم ، وأن من ضرب في بيته شيئا من الملاهي أربعين يوما؛ فقد باء بغضب من الله ، فإن مات في أربعين, مات فاجرا, فاسقا , مأواه النار وبئس المصير ، وأن من أصغى إلى ناطق يؤدي عن الشيطان فقد عبد الشيطان ، وأن الغناء أخبث ما خلق الله, وشر ما خلق الله ، وأنه يورث الفقر والنفاق ، وأن من استمع إلى الغناء يذاب في إذنه الإفك - والإفك : أسوء الكذب وأبلغه ، وقيل : هو البهتان , مجمع البحرين ج 5 ص 255-
حب محمد وال محمد يزيد في الرزق
عن مهران عن أبان بن تغلب وعدة قالو: كنا عند أبي عبدالله (عليه السلام) جلوسا قال (عليه السلام) : لا يبلغ أحدكم حقيقة الإيمان حتى يكون فيه ثلاث خصال: حتى يكون الموت أحب إليه من الحياة ، والفقر أحب إليه من الغنى ، والمرض أحب إليه من الصحة. قلنا : ومن يكون كذلك ؟ قال : كلكم ، ثم قال (عليه السلام) : أيما أحب إلى أحدكم يموت في حبنا أو يعيش في بغضنا ؟ فقلت : نموت والله في حبكم أحب إلينا . قال : و كذلك الفقر والغنى والمرض والصحة . قلت : إي والله . وروى أن علي بن الحسين(عليهما السلام) مرض فدخل عليه قوم من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم ) : يعودونه فقالوا له : كيف أصبحت يا بن رسول الله فدتك أنفسنا ؟ قال : في عافية والله محمود ، كيف أصبحتم جميعا ؟ . قالوا : أصبحنا والله لك يا بن رسول الله لمحبين وأدين . فقال لهم : من أحبنا لله أسكنه الله في ظل ظليل يوم لا ظل إلا ظله ، ومن أحبنا يريد مكافأتنا كافأه الله عنا بالجنة ، ومن أحبنا لغرض دنيا أتاه الله رزقه من حيث لا يحتسب .
وعن أبي جعفر (عليه السلام) قال:مروا شـيعتنا بزيارة قبر الحسـين (عليه السلام) ،فان إتيانه يزيد الرزق ويمد في العمر ويدفع مدافع السوء وإتيانه مفترض على كل مؤمن يقر له بالإمامة من الله .
عن المفضل بن عمر ، عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، قال : من أحبنا أهل البيت وحقق حبنا في قلبه جرى ينابيع الحكمة على لسانه ، وجدد الايمان في قلبه ، وجدد له عمل سبعين نبيا وسبعين صديقا وسبعين شهيدا وعمل سبعين عابدا عبد الله سبعين سنة . وعن الحسين بن زيد ، عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، عن آبائه (عليهم السلام) ، قال : قال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم ) : من أحبنا أهل البيت فليحمد الله على أولى النعم ، قلت : وما أولى النعم قال : طيب الولادة ، ولا يحبنا ؛ الا من طابت ولادته .
وعن منصور بن العباس ، عن أحمد بن عبد الرحيم ، عمن حدثه ، عن عمرو بن أبي المقدام ، عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، قال : قال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم ) : لأمير المؤمنين (عليه السلام) : مثلك مثل قل هو الله أحد؛ فإنه من قرأها مرة؛ فكأنما قرأ ثلث القرآن ، ومن قرأها مرتين ؛ فكأنما قرأ ثلثي القرآن ، ومن قرأها ثلاث مرات ؛ فكأنما قرأ القرآن ، وكذلك من أحبك بقلبه , كان له مثل ثلث ثواب أعمال العباد ، و من أحبك بقلبه ونصرك بلسانه كان له مثل ثلثي أعمال العباد ، ومن أحبك بقلبه ونصرك بلسانه ويده كان له مثل ثواب أعمال العباد. وروي : من حسنت نيته ، زاد الله في رزقه .
الصدقة والقرض والرزق
ومفتاح الرزق الصدقة كما في قوله تعالى:
( فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا .
و قال تعالى : وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آَتَاهُ اللَّهُ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آَتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرا .
الزكاة تزيد في الرزق
عن أبي عبد الله (عليه السلام) : أربعٌ تزيد الرزق :حسن الخلق, وحسن الجوار , وكف الأذى , والزكاة تزيد في الرزق . وقال (عليه السلام) : استنزلوا الرزق بالصدقة , وحصنوا المال بالزكاة , ما عال امرؤ اقتصد, والتقدير نصف العيش , والتودد نصف العقل , والهم نصف الهرم, وقلة العيال أحد اليسارين , ومن أحزن والديه فقد عقهما , ومن ضرب يده على فخذه عند المصيبة فقد حبط أجره , والصنيعة لا تكون صنيعة إلا عند ذي حسب أو دين , والله ينزل الرزق على قدر المؤنة , وينزل الصبر على قدر المصيبة , ومن أيقن بالخلف جاد بالعطية, ولو أراد الله بالنملة خيرا لما أنبت لها جناحا . وزاد ابن حمدون في روايته ومن قدر معيشته رزقه الله , ومن بذر معيشته حرمه الله .
قال الإمام الصادق (عليه السلام) : مكتوب على باب الجنة : الصدقة بعشرة والقرض بثمانية عشرة ، وإنما صار القرض أفضل من الصدقة لأن المستقرض لا يستقرض إلا من حاجة وقد يطلب الصدقة من لا يحتاج . والصدقة تدفع البلوى وتزيد في الرزق والعمر وتدفع ميتة السوء وصدقة السر تطفئ غضب الرب ، ولا تحل الصدقة إلا لمحتاج ، ولا يجوز دفعها إلى النصاب . وقال الصادق (عليه السلام) : اقرأ آية الكرسي واحتجم أي يوم شئت وتصدق واخرج أي يوم شئت .وسئل الصادق (عليه السلام) عن قول الله تعالى : ويمنعون الماعون ، قال : القرض تقرضه والمعروف تصنعه ومتاع البيت تعيره .
وقال النبي (صلى الله عليه واله وسلم ) : لا تمنعوا الخميرة والخبز فإن منعهما يورث الفقر .
الرزق واليقين
قال أمير المؤمنين(عليه السلام) (عليه السلام) : من اليقين أن لا ترضى الناس بما يسخط الله, ولا تذمهم على ما لم يؤتك الله , ولا تحمدهم على رزق الله, فان الرزق لا يسوقه حرص حريص , ولا يصرفه كره كاره . ولو أن أحدكم فر من رزقه كما يفر من الموت لأدركه الرزق كما يدركه الموت , وقال: مروة الرجل في نفسه نسب لعقبه وقبيلته . وقال: من صدق لسانه زكى عمله, ومن حسنت نيته زيد في رزقه .
صلاة الليل تجلب الرزق .
فقد روي : عن أبي عبد الله (عليه السلام) - ان صلاة الليل تبيض الوجه , وتطيب الريح, و تجلب الرزق, وتحسن الخلق, و تحسن الوجه, وتدر الرزق , وتقضي الدَيَن, وتذهب بالهم , وتجلو البصر, وترضي الرب , وتنفي السيئات . وقال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم ) : إذا قام العبد من لذيذ مضجعه ، والنعاس في عينه ، ليرضي ربه تعالى بصلاة ليله ؛ باهى الله تعالى به الملائكة ، وقال : أما ترون عبدي هذا قد قام من لذيذ مضجعه لصلاة لم أفترضها عليه ، اشهدوا أني قد غفرت له . وقال (عليه السلام) : كذب من زعم أنه يصلي بالليل ، ويجوع بالنهار . وقال : إن البيوت التي يصلي فيها بالليل بتلاوة القرآن, تضئ لأهل السماء ؛ كما تضئ نجوم السماء لأهل الأرض . وعن علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال : قيام الليل مصحة للبدن, ورضاء الرب, وتمسك بأخلاق النبيين, وتعرض لرحمة الله تعالى . وقال(عليه السلام) : ان العبد ليقوم في الليل فيميل به النعاس يمينا وشمالا , وقد وقع ذقنه على صدره , فيأمر الله تبارك وتعالى أبواب السماء فتفتح , ثم يقول للملائكة: انظروا إلى عبدي ما يصيبه في التقرب إلي بما لم افترض عليه , راجيا مني لثلاث خصال: ذنبا أغفره له, أو توبة أجددها له, أو رزقا أزيده فيه؛ فأشهدكم ملائكتي, اني قد جمعتهن له . وقال (عليه السلام) : ان الرجل ليكذب الكذبة ؛ فيحرم بها رزقه ، قلت وكيف يحرم رزقه ؟ فقال: يحرم بها صلاة الليل ؛ فإذا حرم صلاة الليل حرم الرزق. وفي فقه الرضا حافظـوا على صلاة الليل , فأنها حرمة الرب , تدر الرزق , وتحسن الوجه . وتضمن رزق النهار , وطولوا الوقوف في الوتـر , فأنه روي أنه من طـول الوقـوف في الوتر , قل وقوفه يوم القيامة .

تسلم انت وبالخدمة