بحـث
المواضيع الأخيرة
اسرار الرزق
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
اسرار الرزق
الرزق من الآيات القرآنية وأحاديث أهل البيت
عليهم السلام
سلة الكتب الإيمانية المبسطة
إعداد الحاج
صالح مهدي الربيعي
لكبر حجم الكتاب سوف نتواصل معكم يومبا بنشر جزىء منه لكي يتم الاستفاده منه
تنوييه مهم جدا
عليهم السلام
سلة الكتب الإيمانية المبسطة
إعداد الحاج
صالح مهدي الربيعي
لكبر حجم الكتاب سوف نتواصل معكم يومبا بنشر جزىء منه لكي يتم الاستفاده منه
تنوييه مهم جدا
إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاء وَيَقْدِرُ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا (صدق الله العلي العظيم)
ينبغي أن نعلم جيداً بأن ما يُذكر لا ينتفع به صاحبه وإن فعله وطبقه إذا ضع يقينه بالله ، هذا إن فعل فكيف بالذي لا يفعل ما يُذكَّر به ؟ ومن ضعف يقينه تعلق بالأسباب ورخّص لنفسه بذلك واتبع العادات ، وأقاويل الَناس بغير حقيقة وسعى في أمر الدنيا وجمعها وإمساكها ، مقرا باللسان إنه لا مانع ولا معطي إلا الله ، وإن العبد لا يصيب إلا ما رزق وقسم له ، وان الجهد لا يزيد في الرزق .
الحمد لله والصلاة والســلام على رسول الله محمد المصطفى وآله الهداة وعلى من اتبع نهجهم وعمل به إلى يوم الدِّينِ .
أما بعد : تم بعون الله تعالى إنجاز هذا البحث المتواضع بالاستفادة من الآيات المذكورة في كتاب الله العزيز , وأحاديث أهل البيت وكما موضح في الهوامش , وكذلك من بعض خطب ألجمعه التي تم الاطلاع عليها في المساجد وعبر الانترنيت للسادة من علمائنا الأفاضل والمشايخ الكرام ، نســأل الله أن يحفظهم ويوفقهم ويزيد في علمهم ، وما توفيقنا إلا بالله عليه توكلنا وأليه ننيب والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين .
الحمد لله كريم الآلاء ، عظيم النعماء ، والصلاة على نبيه محمد خاتم الأنبياء وسيد الأولياء ، وعلى آلة سادة الأتقياء ، الأئمة الهداة النجباء .
فقد روي عن أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال لابنه محمد : يا بني إني أخاف عليك الفقر فاستعذ بالله منه ، فإن الفقر منقصة للدين مدهشة للعقل داعية للمقت.
إن من الهموم التي تسيطر على كثير من الناس مسألة الفقر والبحث عن لقمة العيش ، ترى بعض الناس قد تغرب عن أهله ووطنه ، وآخرين قد ظهر على وجوههم التعب والإجهاد من آثار السـعي في جمع المال . وعلـى صعيد آخر تعيــش مجموعات من الموظفين والعمال تحت رحمة أرباب الأعمال والكفلاء، فترى الواحد منهـم يعصره هم الخصومات من مرتبه ، فنهاره يترقب القرارات الصادرة من رئيسـه التي تتعلق به و براتبه ، وفي الليل تسيطر عليه كوابيس شتى فهو يعيش في رق الوظيفة ليله ونهاره ، ويسـهم أيـها الأحبة إسهاماً كــبيراً في جعل هذه القضايا ظواهر ذات نطاق واسع. ونرى فئة من أصحاب المؤسسات والشركات ممن لا يخافون الله عز وجل، يتعاملون مع الموظف والعامل كما يتعاملون مع الآلات ، وعند الله تجتمـع الخصوم ، هذه طبيعة الدنيا لا يصفو فيها حال إلا بشيء من الكدر. إنك أخي المسلم تدعو ربك في كل صلاة فتقول رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآَخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ فهل تدرك معنى هذه الدعوة ؟ لقد كان هذا أكثر ما يدعو به المصطفـى (صلى الله عليه واله)إنه سؤال الرب أن يؤتيـك من الدنيا ما تتعفـف به عن الآخرين وتكتمل لك السعادتان ســعادة الدنيا وسعادة الآخرة .
فنذكركم إخواننا المسـلمين من غني وفقير وكفيل ومكفول ورئيس ومرؤوس نذكركم جميعاً بأنه لن يصلكم من الدنيا إلا ما قدّر الله لكم ، فقد كتـب الله تعالى رزقك يا ابن آدم وأنت في بطن أمك .
أسرار الرزق
تكمن أسرار الرزق في أمور كثيرة مثل - التوبة – الاستغفار – التقوى - العبادات اليومية - وصلاة الليل – صلة الرحم - الإنفاق في سبيل الله – التجرد لله الهجرة في سبيل الله – التوكل على الله – الصلاة والأدعية الخاصة بالرزق- قراءة القرآن - إلى غير ذلك من الأمور والتي سيأتي ذكرها بالتفصيل . عليك أخي المؤمن أن تلتزم بما أمر به الله سبحانه وتعالى وبما جاء به رسـوله الكريم محمد المصطفى(صلى الله عليه واله): وأهل بيته عليهم السلام وتعمـل لمرضاة الله وسترى أثرها في حياتك اليومية إنشاء الله .
معنى الرزق في القرآن
كل شئ يوصف بأنه رزق يوصف بأنه ملك وما لا يوصف بأنه رزق لا يصـــح أن يوصف بملك ،لا يصح أن يقال فلان مالك لكذا مع العلم بأنه غاصب له، وإنما يوصـف بملك ما يصـح أن يتصرف فيه من غير منع وذلك معنى الرزق .فالمراد بالرزق هو الغذاء الذي يتغذى به الإنسان والكسوة ما يلبسـه مما يقيه الحر والبرد غير أن لفظ الرزق والكسـوة في عرف القرآن كالكسـوة والنفقـة في لسـاننا كالكناية تكنى بها عن مجموع ما ترتفع به حوائج الإنســان المادية الحيوية فيدخـل فيه سائر ما يحتاج إليه الإنسان كالمسكن ونحوه كما أن الآكل ذو معنى خاص بحسـب أصله ثم يكنى به عن مطلق التصرفات كقوله وَآَتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَرِيئًا .
ومعنـى الرزق في القرآن الرزق معروف والذي يتحصل من موارد اسـتعماله أن فيه شوبا من معنى العطاء , كرزق الملك الجندي ويقال لما قرره الملك لجنديه مما يؤتاه :جملة رزقه, وكان يختص بما يتغذى به لا غير , كما قال تعالى : وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ لَا تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلَّا وُسْعَهَا . وقوله: وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى
أقسام الرزق
والأرزاق قسـمان: الظاهرة للأبدان ، كالأقوات والباطنة للأرواح , كالعلوم والمعارف ؛ ولذلك أريد من قوله تعالى فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَى طَعَامه . وذكر صاحب الميزان الطعـام الظاهر والطعـام الباطن ، ظاهره لظاهره وباطنه لباطنه , فلم يعد الكســوة رزقا .
ثم توسـع في معناه , فعد كل ما يصل الإنسـان من الغذاء رزقا كأنه عطية بحسـب الحظ والجد وإن لم يعلم معطيه ثم عمم فسمى كل شـيء ينتفع به رزقا وإن لم يكن غذائا , كسائر مزايا الحياة من مال ، وأولاد ، وجاه ، وعشــيرة وأعضاد وجمال ، وعلم ، وصحة ، وأمان وغير ذلك , كما ورد في التنزيل:
أَمْ تَسْأَلُهُمْ خَرْجًا فَخَرَاجُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ . وفيما يحكي عن شعيب قال جل من قائل : قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا والمراد به النبوة والعلم إلى غير ذلك من الآيات . كل ذلك من قبيل النسـبة بالغير كما أن الملك والعزة لله تعالى لذاته ولغيره بإعطائه وإذنه فهو الرزاق لا غير. أما المتحصل من قوله تعالى: إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ والمقام مقام الحصر:
أولا : أن الرزق بحسـب الحقيقة لا ينتســب إلا إليه , كما يصدقه أمثال قوله تعالى:
وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ وقوله تعالى: وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَعْرُوفًا .
وثانيا : أن ما ينتفــع به الخلق في وجودهم مما ينالونه من خير , فهو رزقهم والله رازقه و يدل على ذلك مضافا إلى آيات الرزق على كثرتها آيات كثـيرة أخـر , كالآيات الدالة على أن الخلق والآمر والحكم و الملك –بكسر الميم - والمشـيئة والتدبير والخير لله محضا عز سلطانه .
ثالثا : أن ما ينتفع به الإنسان انتفـاعا محرما ؛ لكونه سـببا للمعصية لا ينسـب إليه تعالى ؛ لأنه تعالى نفى نسـبة المعصية إلى نفسه من جهة التشريع ,كما قال عزَّ من قائل : وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَة قالوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آَبَاءَنَا وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ .
وقال تعالى : إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ . وحاشاه سـبحانه أن ينهي عن شيء ثم يأمر به أو ينهي عنه ثم يحصر رزقه فيه.ولا منافاة بين عدم كون نفع محرم رزقا بحسـب التشـريع و كونه رزقا بحســب التكوين إذ لا تكليف في التكوين حتى يســـتتبع ذلك قبحا وما بينه القرآن من عموم الرزق إنما هو بحسب حال التكوين وليس البيان الإلهي بموقوف على الإفهام الساذجة الحقيقية , وفي القرآن شفاء لجميع القلوب لا يستضر به إلا الخاسرون . وفي موعظـة لقمان لأبنه : من قصر يقينه في طلب الرزق : فليعتبر بأن الله الذي يرزقه في ثلاثة أحوال ، ولم يكن له في واحدة منها كسب ولا حيلة : في رحم امه ، وفي أيام رضاعه ،وفي أيام فطامه ، سيرزقه أيضا إذا كبر فلا يسئ ظنه بالله .
[u]ينبغي أن نعلم جيداً بأن ما يُذكر لا ينتفع به صاحبه وإن فعله وطبقه إذا ضع يقينه بالله ، هذا إن فعل فكيف بالذي لا يفعل ما يُذكَّر به ؟ ومن ضعف يقينه تعلق بالأسباب ورخّص لنفسه بذلك واتبع العادات ، وأقاويل الَناس بغير حقيقة وسعى في أمر الدنيا وجمعها وإمساكها ، مقرا باللسان إنه لا مانع ولا معطي إلا الله ، وإن العبد لا يصيب إلا ما رزق وقسم له ، وان الجهد لا يزيد في الرزق .
تمهيد
الحمد لله والصلاة والســلام على رسول الله محمد المصطفى وآله الهداة وعلى من اتبع نهجهم وعمل به إلى يوم الدِّينِ .
أما بعد : تم بعون الله تعالى إنجاز هذا البحث المتواضع بالاستفادة من الآيات المذكورة في كتاب الله العزيز , وأحاديث أهل البيت وكما موضح في الهوامش , وكذلك من بعض خطب ألجمعه التي تم الاطلاع عليها في المساجد وعبر الانترنيت للسادة من علمائنا الأفاضل والمشايخ الكرام ، نســأل الله أن يحفظهم ويوفقهم ويزيد في علمهم ، وما توفيقنا إلا بالله عليه توكلنا وأليه ننيب والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين .
الحمد لله كريم الآلاء ، عظيم النعماء ، والصلاة على نبيه محمد خاتم الأنبياء وسيد الأولياء ، وعلى آلة سادة الأتقياء ، الأئمة الهداة النجباء .
إخواني الأعزاء
أوصيكم بتقوى الله ، والاعتصام بحبله ، والتمسك بطاعته ، والتحرّج عن معصيته ، والإخلاص في العمل بما يرضيه ، والتوفر على التفكر فيما يزيد في معرفتكم ويقينكم ويمنعكم من التورّط في الشبهات ، ويردعكم عن اتباع الشهوات ، وعن ركوب المحارم ، وعليكم بالاستعانة بالله سبحانه على أمور الدِّينِ والدنيا، فإنكم إن توكلتم عليه كفاكم .فقد روي عن أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال لابنه محمد : يا بني إني أخاف عليك الفقر فاستعذ بالله منه ، فإن الفقر منقصة للدين مدهشة للعقل داعية للمقت.
إن من الهموم التي تسيطر على كثير من الناس مسألة الفقر والبحث عن لقمة العيش ، ترى بعض الناس قد تغرب عن أهله ووطنه ، وآخرين قد ظهر على وجوههم التعب والإجهاد من آثار السـعي في جمع المال . وعلـى صعيد آخر تعيــش مجموعات من الموظفين والعمال تحت رحمة أرباب الأعمال والكفلاء، فترى الواحد منهـم يعصره هم الخصومات من مرتبه ، فنهاره يترقب القرارات الصادرة من رئيسـه التي تتعلق به و براتبه ، وفي الليل تسيطر عليه كوابيس شتى فهو يعيش في رق الوظيفة ليله ونهاره ، ويسـهم أيـها الأحبة إسهاماً كــبيراً في جعل هذه القضايا ظواهر ذات نطاق واسع. ونرى فئة من أصحاب المؤسسات والشركات ممن لا يخافون الله عز وجل، يتعاملون مع الموظف والعامل كما يتعاملون مع الآلات ، وعند الله تجتمـع الخصوم ، هذه طبيعة الدنيا لا يصفو فيها حال إلا بشيء من الكدر. إنك أخي المسلم تدعو ربك في كل صلاة فتقول رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآَخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ فهل تدرك معنى هذه الدعوة ؟ لقد كان هذا أكثر ما يدعو به المصطفـى (صلى الله عليه واله)إنه سؤال الرب أن يؤتيـك من الدنيا ما تتعفـف به عن الآخرين وتكتمل لك السعادتان ســعادة الدنيا وسعادة الآخرة .
فنذكركم إخواننا المسـلمين من غني وفقير وكفيل ومكفول ورئيس ومرؤوس نذكركم جميعاً بأنه لن يصلكم من الدنيا إلا ما قدّر الله لكم ، فقد كتـب الله تعالى رزقك يا ابن آدم وأنت في بطن أمك .
أسرار الرزق
تكمن أسرار الرزق في أمور كثيرة مثل - التوبة – الاستغفار – التقوى - العبادات اليومية - وصلاة الليل – صلة الرحم - الإنفاق في سبيل الله – التجرد لله الهجرة في سبيل الله – التوكل على الله – الصلاة والأدعية الخاصة بالرزق- قراءة القرآن - إلى غير ذلك من الأمور والتي سيأتي ذكرها بالتفصيل . عليك أخي المؤمن أن تلتزم بما أمر به الله سبحانه وتعالى وبما جاء به رسـوله الكريم محمد المصطفى(صلى الله عليه واله): وأهل بيته عليهم السلام وتعمـل لمرضاة الله وسترى أثرها في حياتك اليومية إنشاء الله .
معنى الرزق في القرآن
كل شئ يوصف بأنه رزق يوصف بأنه ملك وما لا يوصف بأنه رزق لا يصـــح أن يوصف بملك ،لا يصح أن يقال فلان مالك لكذا مع العلم بأنه غاصب له، وإنما يوصـف بملك ما يصـح أن يتصرف فيه من غير منع وذلك معنى الرزق .فالمراد بالرزق هو الغذاء الذي يتغذى به الإنسان والكسوة ما يلبسـه مما يقيه الحر والبرد غير أن لفظ الرزق والكسـوة في عرف القرآن كالكسـوة والنفقـة في لسـاننا كالكناية تكنى بها عن مجموع ما ترتفع به حوائج الإنســان المادية الحيوية فيدخـل فيه سائر ما يحتاج إليه الإنسان كالمسكن ونحوه كما أن الآكل ذو معنى خاص بحسـب أصله ثم يكنى به عن مطلق التصرفات كقوله وَآَتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَرِيئًا .
ومعنـى الرزق في القرآن الرزق معروف والذي يتحصل من موارد اسـتعماله أن فيه شوبا من معنى العطاء , كرزق الملك الجندي ويقال لما قرره الملك لجنديه مما يؤتاه :جملة رزقه, وكان يختص بما يتغذى به لا غير , كما قال تعالى : وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ لَا تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلَّا وُسْعَهَا . وقوله: وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى
أقسام الرزق
والأرزاق قسـمان: الظاهرة للأبدان ، كالأقوات والباطنة للأرواح , كالعلوم والمعارف ؛ ولذلك أريد من قوله تعالى فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَى طَعَامه . وذكر صاحب الميزان الطعـام الظاهر والطعـام الباطن ، ظاهره لظاهره وباطنه لباطنه , فلم يعد الكســوة رزقا .
ثم توسـع في معناه , فعد كل ما يصل الإنسـان من الغذاء رزقا كأنه عطية بحسـب الحظ والجد وإن لم يعلم معطيه ثم عمم فسمى كل شـيء ينتفع به رزقا وإن لم يكن غذائا , كسائر مزايا الحياة من مال ، وأولاد ، وجاه ، وعشــيرة وأعضاد وجمال ، وعلم ، وصحة ، وأمان وغير ذلك , كما ورد في التنزيل:
أَمْ تَسْأَلُهُمْ خَرْجًا فَخَرَاجُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ . وفيما يحكي عن شعيب قال جل من قائل : قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا والمراد به النبوة والعلم إلى غير ذلك من الآيات . كل ذلك من قبيل النسـبة بالغير كما أن الملك والعزة لله تعالى لذاته ولغيره بإعطائه وإذنه فهو الرزاق لا غير. أما المتحصل من قوله تعالى: إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ والمقام مقام الحصر:
أولا : أن الرزق بحسـب الحقيقة لا ينتســب إلا إليه , كما يصدقه أمثال قوله تعالى:
وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ وقوله تعالى: وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَعْرُوفًا .
وثانيا : أن ما ينتفــع به الخلق في وجودهم مما ينالونه من خير , فهو رزقهم والله رازقه و يدل على ذلك مضافا إلى آيات الرزق على كثرتها آيات كثـيرة أخـر , كالآيات الدالة على أن الخلق والآمر والحكم و الملك –بكسر الميم - والمشـيئة والتدبير والخير لله محضا عز سلطانه .
ثالثا : أن ما ينتفع به الإنسان انتفـاعا محرما ؛ لكونه سـببا للمعصية لا ينسـب إليه تعالى ؛ لأنه تعالى نفى نسـبة المعصية إلى نفسه من جهة التشريع ,كما قال عزَّ من قائل : وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَة قالوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آَبَاءَنَا وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ .
وقال تعالى : إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ . وحاشاه سـبحانه أن ينهي عن شيء ثم يأمر به أو ينهي عنه ثم يحصر رزقه فيه.ولا منافاة بين عدم كون نفع محرم رزقا بحسـب التشـريع و كونه رزقا بحســب التكوين إذ لا تكليف في التكوين حتى يســـتتبع ذلك قبحا وما بينه القرآن من عموم الرزق إنما هو بحسب حال التكوين وليس البيان الإلهي بموقوف على الإفهام الساذجة الحقيقية , وفي القرآن شفاء لجميع القلوب لا يستضر به إلا الخاسرون . وفي موعظـة لقمان لأبنه : من قصر يقينه في طلب الرزق : فليعتبر بأن الله الذي يرزقه في ثلاثة أحوال ، ولم يكن له في واحدة منها كسب ولا حيلة : في رحم امه ، وفي أيام رضاعه ،وفي أيام فطامه ، سيرزقه أيضا إذا كبر فلا يسئ ظنه بالله .
حجي صالح- كبار الشخصيات
- عدد المساهمات : 27
نقاط : 4996
تاريخ التسجيل : 02/06/2011
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الخميس أغسطس 23, 2012 7:44 pm من طرف بلال ابو عباس
» اهلا بالاخ ( عباس علي)ومرحبا
الخميس أغسطس 23, 2012 7:25 pm من طرف بلال ابو عباس
» اهلا وسهلا بالأخت شيعية وافتخر
السبت أغسطس 04, 2012 3:35 am من طرف بلال ابو عباس
» شرح بالصور حول كيفية ظهور الاسماء طلاب الصف الثالث متوسط
الثلاثاء يوليو 17, 2012 4:56 am من طرف nba5
» نتائج الصف الثالث متوسط 2011 البصرة
الإثنين يوليو 16, 2012 5:15 pm من طرف makki
» اجمل نكات عراقية
الأحد مايو 06, 2012 4:33 am من طرف عباس البصري
» من أروع قصائد الامام علي (ع)
الأحد مايو 06, 2012 4:16 am من طرف عباس البصري
» اكبر عدد من فضائل الامام واقوال الامام الحسن عليه السلام
الأحد مايو 06, 2012 4:09 am من طرف عباس البصري
» اهلا وسهلا بالعضو عباس البصري
الإثنين أبريل 30, 2012 1:04 am من طرف رافد الربيعي